ما احتاجه ( أنا وبرام ) وبران ومجتمع البيظان

0000000000.jpg - 27.68 Kb

نحن أربعتنا يسودنا جو من التنافر والتخاصم إلى حد الفتنة النائمة التي لعن الله من أيقظها، ولذا فإننا نحتاج إلى التصالح والتسامح بوصفنا بنية الدولة الموريتانية والتركبة الإساسية لشرائحها.

مع وضعنا في الإعتبار أنها ساهمت بشكل كبير في إعداد هذه الأجواء المشحونة بالغضب والكراهية على مر الأنظمة، إلا أن حاجة كل منا إلى الآخر ماسة جدا.

فما الذي أحتاجه أنا وبرام وبيران ومجتمع البيظان لكي نكون أبناء بررة لهذه الأم التي تخلت عن معظم أبنائها خاصة ذوي البشرة السوداء منهم؟

وما الذي أحتاجه أنا وبرام وبيران ومجتمع البيظان كي نشكل لحمة واحدة تشكل أرقى معاني الإسلام المطالبة بعدم التمييز بين اللون أو العرق؟

نحتاج لنحقق الأمل في الوحدة فقط إلى: أن نشخص مشاكل كل واحد منا على حدة، فأحتاج أنا أن أبدأ بنفسي لأنهها عن غيها وأصقلها من ما شابها من الصفات اللآ أخلاقية، كالطمع والأنانية، وأثبت لها أنني جزء من شريحة مهمشة ومظلومة، وآن لها الأوان كي يرفع عنها الظلم والجور فهي تستحق الإنصاف، بذلك أكون لها ولا عليها، هكذا يصغي إلى بيرام ويفتح صدره، فقد أصبح مستعدا للإستماع  والنقاش، وحينها أقنعه بأني أنا وهو أصبحنا جزء لا يتجزء من مجتمع البيظان وإن لم نكن بيظانا باللون فباللغة والتاريخ والجغرافيا والثقافة.

نحن جميعا بيظان إخوة خلطاء ولكن: (وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض)، وهذا ما فعله لنا البيظان فما نحتاجه منهم هو الإنصاف.

أما مجتمع البيظان فلا تدع وصفا من أوصاف فترة السيبة في أرض السيبة إلا ألحقته به (القوة  والتسلط والظلم والجبروت)، وله أيضا رغم كل السوابق بقية أخلاق وشيء من التقوى، هو أملي أنا وبيرام وبيران في تحقيق الوحدة المهددة اليوم، وأمل مجتمع البيظان في الحفاظ على المكانة المرموقة التي وهبها له التاريخ.

فالذي يحتاجه فقط أن يعتذر لي ولبرام بقول البو حسني:

ظلت أميمة من ضربي لخادمها

تكاتم الغيظ سرا إن ذا لبلا

كلـتا يدي ورا ظهري لها ولها

علي إن رضيت أن لا أعود إلى

فلا إماء ولا عبيد واليعي  مجتمع البيظان ذلك جيدا، واليعتذر للسيد بيران عن أخطاء الهجرة إلى الجنوب، وعن القتل والتهميش الذي تعرض له، فما يحتاجه بيران أيضا هو كذلك أن يعي أن البيظان لا أرض تقلهم إلا هنا في جنبه، ولا سماء تظلهم إلا سماءه الزرقاء الحارقة الشمس، فقد كتب لكلاهما أن يعيش مع أخيه في هذه البقعة الضيقة من الأرض.

أما بالنسبة لي أنا فقد تخليت عني يا بيران طوعا أوكرها، فانصهرت في مجتمع البيظان، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من ذلك المجتمع، وأعتبرك أخا عزيزا وصديقا حميما، وركيزة أساسية من مجتمعي، ولن أدع جنسيتك تلمس، وسأترحم على موتاك المقتولين بدم بارد، إلا أنني فقط  لست مستعدا لتجديد هويتي ثانية فقد رضيت.

هذا ما أنت بحاجة لفهمه يا بيران، وأرجوا أن نكون ( ففهمناها سليمان) كي يشد كل منا عضد أخيه، ونطرح جميع قضايانا على طاولة النقاش بطريقة متحضرة وهادئة، يسمع كل طرف فيها دعوى الآخر، لنجد الحلول المناسبة لها بدل الإنجراف وراء المطامع والمخططات التي تمس اللحمة الإجتماعية في الصميم، وتجعلنا بذلك نغرد جميعا خارج السرب.

 

أحمد ول وجاهة
33453922

ما احتاجه ( أنا وبرام ) وبران ومجتمع البيظان.