سيطر متمردو حركة “إم-23” الأربعاء بصفة محكمة على مدينة غوما المتنازع عليها وهي عاصمة شمال كيفو، إضافة إلى مدينة ساكي القريبة من بوكافو عاصمة كيفو الجنوبية. ودعا المتمردون رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا إلى الرحيل.
[youtube https://www.youtube.com/watch?v=KFfJStoMrJY ]
احكم متمردو حركة ام23 الاربعاء سيطرتهم على غوما وواصلوا تقدمهم ليعلنوا في المساء سيطرتهم على مدينة ساكي على بعد حوالى 20 كلم منها على طريق بوكافو، ودعوا الرئيس جوزف كابيلا الى الرحيل على الرغم من ادانتهم من قبل الامم المتحدة.
وفي الوقت نفسه التقى كابيلا لمدة ساعتين ليلا بول كاغامي رئيس رواندا التي تتهمها الكونغو الديموقراطية والامم المتحدة بدعم المتمردين. وبعد ذلك التقيا مضيفهما الرئيس الاوغندي يوييري موسيفيني.
وقال الرؤساء الثلاثة المجتمعون منذ مساء الثلاثاء في اوغندا في بيان مشترك تم تمت تلاوته في حضور وزير خارجية اوغندا سام كوتيسا “على ام 23 ان توقف فورا هجومها وتنسحب من غوما”.
واضاف الرؤساء “هناك خطة لهذا الغرض هي في طور التسليم (للمتمردين). من جهتها، التزمت حكومة الكونغو ان تحدد اسباب الفوضى وتعالجها بقدر ما تستطيع”.
وتابع البيان ان “الرئيسين موسيفيني وكاغامي قالا بوضوح انه رغم وجود مطالب مشروعة لدى المجموعة المتمردة المعروفة باسم ام 23، فانهما لن يقبلا بتوسع هذه الحرب وبفكرة الاطاحة بحكومة الكونغو الشرعية او اضعاف سلطتها”.
وفي الساعات الاولى من مساء الاربعاء، اعلن متمردو ام23 السيطرة على مدينة ساكي على بعد حوالى 20 كلم من غوما والواقعة على طريق بوكافو.
وقال المتحدث العسكري باسم المتمردين فياني كازاراما لفرانس برس “ساكي واقعة تحت سيطرتنا”، مضيفا “لن نتوقف، نواصل تقدمنا باتجاه بوكافو”.
وكان الجيش الكونغولي تجمع في ساكي بعد فراره من غوما الثلاثاء.
وفي غوما (شرق الكونغو الديمقراطية) لاحظ مراسل فرانس برس ان السكان استانفوا نشاطهم صباح الاربعاء غداة سقوط المدينة بين ايدي حركة ام23 المتمردة.
واوضح انه لم تسمع اي طلقة نارية خلال الليل وان السكان اصبحوا يتنقلون في سيارات اجرة جماعية ودراجات نارية.
لكن المحلات التجارية لم تفتح، بينما اقام مسلحو حركة ام23 نقاط مراقبة عند تقاطعات الطرق وسيروا دوريات مشاة.
وقال سكان ان المدينة التي تضم 300 الف نسمة وعشرات الآلاف من اللاجئين، لا تزال محرومة من المياه والكهرباء.
الى ذلك افادت مصادر متطابقة لفرانس برس ان ممثلين عن بعثة الامم المتحدة للاستقرار في جمهورية الكونغو الديموقراطية واجانب اخرين تعرضوا لهجمات في مدن عدة من البلاد بعد سقوط مدينة غوما، على رغم وجود كتيبة كبيرة من الجنود الدوليين المتهمين بالتقصير.
وفي بونيا شمال شرق البلاد، قتل ستة اشخاص بينهم اربعة طلاب بالرصاص الثلاثاء اثر تظاهرة عنيفة، وفق ما افادت منظمة غير حكومية غربية. ولم يتم تأكيد هذه المعلومة من مصدر رسمي.
ولم تعلن اي حصيلة لضحايا معارك الثلاثاء. لكن مصورا لفرانس برس رأى في غرب المدينة جثثا لجنود من الجيش النظامي ومدني واحد. كما دمر عدد من المنازل بقذائف او عند مرور المدرعات.
وفي ملعب غوما بدأ الشرطيون الذين دعوا الثلاثاء عبر نداء بثته اذاعة ام23، يتجمعون ليتم التعرف على هوياتهم بينما اكد احدهم لفرانس برس انه يامل ان يتلقى راتبا افضل من المسؤولين الجدد.
ولم تظهر اي دورية للامم المتحدة في المدينة. لكن في عدد من المدن تعرض ممثلون لبعثة الامم المتحدة لهجمات.
وكان المتحدث العسكري باسم ام23 الكولونيل فياني كازاراما اكد في وقت سابق امام حشد من سكان المدينة في استاد غوما “لن نتوقف عند غوما. سنذهب الى بوكافو وكيسنغاني وكينشاسا”.
واضاف “على السيد كابيلا ان يرحل عن السلطة لانه لم يفز في انتخابات العام الماضي”، ملمحا بذلك الى الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2011 واتهم بعدها كابيلا بالتزوير.
من جهة اخرى جرت تظاهرات صباح الاربعاء في بوكافو، عاصمة كيفو الجنوبية، احتجاجا على سقوط غوما.
وانتشر المتظاهرون الذين حمل بعضهم عصيا، في المدينة في مجموعات صغيرة ورشقوا عدة مراكز شرطة بالحجارة وهاجموا مقرا لحزب الشعب من اجل بناء الديمقراطية الحاكم.
كما هاجموا جنود بعثة الامم المتحدة واتهموهم بعدم التدخل للدفاع عن غوما.
ورددوا شعارات مناهضة لادارة البلاد التي تتحمل على حد قولهم سقوط غوما بين ايدي ام23 الثلاثاء.
وصباح الاربعاء، تم توقيف سيارة تحمل شعار الامم المتحدة في بوكافو، ثاني كبرى مدن شرق الكونغو الديموقراطية، وتعرضت للتخريب من جانب متظاهرين كانوا بحتجون على سقوط غوما.
كذلك هاجم المتظاهرون مبنى تابعا للحزب الرئاسي ويضم مراكز ادارية. وعلى رغم انتشار للشرطيين الذين اطلقوا النار في الهواء واستخدموا قنابل مسيلة للدموع، تواصلت الحوادث حتى المساء.
وتقع بوكافو عاصمة كيفو الجنوبية على مسافة نحو 200 كلم من غوما وتتم المواصلات بين المدينتين خصوصا على متن زوارق لان التنقل عبر الطرق المخربة يدوم عشر ساعات.
في هذا الوقت، اتهم مبعوث الامم المتحدة الى الكونغو الديموقراطية روجر ميس متمردي ام23 بتنفيذ “اعدامات اعتباطية”.
وقال ميس ان المتمردين “وسعوا” قائمة مطالبهم ويحققون “تقدما هجوميا” في اتجاه قاعدة للجيش النظامي في ساكي بمقاطعة شمال كيفو.
واضاف “تلقينا تقارير عدة تشير الى اعدامات اعتباطية تستهدف جميع الذين يكونون في الطريق (لدى تقدم المتمردين)، بمن فيهم مسؤولون حكوميون وقادة تقليديون يعارضون او يفشلون في التعاون مع” المتمردين.
وكانت بعثة الامم المتحدة لاستقرار جمهورية الكونغو الديمقراطية اعلنت في وقت سابق الاربعاء انها ما زالت “ملتزمة” بمهمتها في غوما وحذرت من المساس بحقوق الانسان.
وجاء في البيان ان البعثة “ما زالت ملتزمة” بمهمتها مذكرا بان حركة تمرد ام23 دخلت غوما “اثر مواجهات بين الجيش الكونغولي النظامي المدعوم بقوات ومروحيات مونوسكو الهجومية”.
وحذرت الامم المتحدة في البيان “الذين يحاولون ارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان او المس بالقانون الانساني الدولي” من ان “مرتكبي تلك الاعمال سواء كانوا من حركة ام23 او اي قوة اخرى سيتحملون عواقبها بالمثول امام القضاء”.
وافاد البيان الذي يحمل تاريخ الثلاثاء ان البعثة “ستبذل قصارى جهدها من اجل انجاز مهمتها المتمثلة في حماية المدنيين الذين يتعرضون لتهديدات خطيرة وفورية”، واكدت انها تقوم بدوريات حاليا في مدينة غوما.
وقال البيان ان “الامم المتحدة وشركاءها في المنظمات الانسانية لن يدخروا جهدا في مواصلة مساعدة النازحين وغيرهم من الضعفاء”، مشددا على ان “اي عملية تهدف الى منعها من انجاز مهمتها مرفوضة” واي هجوم على جنودها “يعتبر جريمة حرب”.
الى ذلك، نددت الوزيرة المكلفة شؤون الفرنكوفونية في الحكومة الفرنسية ياسمينا بينقيقي الاربعاء بالتجاوزات التي رافقت السيطرة على غوما وطالت النساء، متحدثة عن “كارثة انسانية بالمؤنث”.
وقالت “انه نزاع مأسوي حيث اصبحت النساء غنائم حرب. انهن سبايا المعركة. يتم ذبحهن واغتصابهن حسب الرغبة”.
والقت الوزيرة الفرنسية باللائمة على متمردي حركة ام23 “هذه المجموعة المسلحة ذو العنف المفرط التي تهاجم الكونغو”.
أ ف ب