سلامة وميمونة.. قصة عذاب واستعباد قاصرتين (فيديو)
الأخبار(نواكشوط) “توفي والدي ووالدتي وعشت لسنوات تحت سياط العذاب راعية أبل في صحراء الحوض الشرقي رغم أن عمري حينها لا يتجاوز 7 سنوات، عرفت كل أشكال العذاب وانتزاع الحقوق”.
بهذه الكلمات بدأت سلامة بنت أمبارك في سرد تفاصيل قصة فوصلها الاسترقاق والتعذيب والحرمان على يد أسيادها ومشغليها في قرية “ازماد” التابعة لمقاطعة أبيكت لحواش أقصى الشرق الموريتاني.
تقول سلامة (14عاما) إن والديها توفيا وهي لا تزال صبية وقد تولى رعايتها مع شقيقتها ميمونة بنت أمبارك، سيدهما الشيخ أحمد ولد الصيام، لكن الأخير – تقول ميمونة – ما لبث أن “استغلنا لغرض تحصيل المال، حيث أجرنا وكأننا بضاعة لأحد رجال الأعمال في القرية يدعى أنجيه ولد ستي، وقد حرص السيد على قبض ثمن أجرتنا كل نهاية شهر، لقد عشنا كدواب”.
صنوف العذاب
الصمت على الاغتصاب
الفرار من جحيم العبودية
وتقول ميمونة، إنه بعد يومين من صولهم لقرية أبيكت لحواش، أجرى الدرك بالمدنية تحقيقا في الموضوع بأمر من الوالي ووكيل الجمهورية، بمساعدة من منسق منظمة نجدة العبيد بالحوض الشرقي، كما أحيلت القاصرتان إلى النعمة وفتح تحقيق معمق في الموضوع.
وخمت ميمونة حديثها للأخبار بالقول”لقد وصلنا قبل أسابيع إلى العاصمة نواكشوط رفقة منسق منظمة نجدة العبيد بالحوض الشرق، واليوم نطالب الخيرين مساعدتنا، إننا بحاجة إلى رعاية، كما نناشد الحكومة إنصافنا من خلال القبض على جلادينا ومحاسبتهم”.
وتضيف”أنا وشقيقتي مرتاحون اليوم أكثر من أي قوت مضى لقد تنفسا الحرية، لكن على الحكومة أن تساعدنا في إنقاذ خالتنا التي لا تزال مستعبدة في القرية، إنها بالنسبة لنا بمثابة الأم والوالد، نحن مشردات الآن عليهم أن يساعدونا في أن تكون لنا أسرة”.
وتقول منظمة “نجدة العبيد” الناشطة في مجال حقوق الإنسان بموريتانيا، إن الجهات المعنية بالحوض الغربي تقدم بعض الحجج “الواهية وذلك لإدامة إفلات المتهمين باستعباد القاصرتين من العقاب”.
وبحسب نجدة العبيد، فإن المتهم باستعباد القاصرتين وتعذيبهم، سبق أن حكم عليه بشهر من الرقابة القضائية لممارسته للاسترقاق واستغلال القصر.
وقالت نجدة العبيد، إن قضية سلامة وميمونة، رفعت إلى الوزير الأول مولاي ولد محمد لغظف، بهدف توقيف الأشخاص المتهمين في القضية.
وبحسب “نجدة العبيد” فإن هذه القضية تضاف إلى القاصرات “ربيعة وآمنة والنانه اللائي كن “مستعبدات” في نواذيبو.
وقال رئيس منظمة نجدة العبيد بوبكر ولد مسعود، إن أسباب انتشار ظاهرة الاسترقاق بهذه الشكل، هو في الأساس التقليل من أهمية موضوع الاسترقاق “وتمكين المستعبدين من الذرائع للتخلص ببعض التدابير على حساب الضحايا”.